الرئيس التنفيذي لخليج البحرين للتكنولوجيا المالية.. المنامة منصة للتكنولوجيا المالية وحاضنة لريادة ا

خالد سعد الرئيس التنفيذي لخليج البحرين للتكنولوجيا المالية " فنتك" وعضو مجلس إدارة "ميدل ايست فنتك اسوسيشن"-الشبكة الإقليمية للتكنولوجيا المالية

المنامة – أسماء الأمين

تلعب البحرين دوراً ريادياً في تبني وتعميم التكنولوجيا المالية في المنطقة، وعند الحديث عن قطاع التكنولوجيا المالية فالبحرين سباقة في هذا المجال، ولها دور ريادي على مستوى مصرف البحرين المركزي فهو المصرف الوحيد بالشرق الأوسط الذي لديه تشريعات خاصة بالتكنولوجيا المالية، هذا ما أكده لنا خالد سعد الرئيس التنفيذي لخليج البحرين للتكنولوجيا المالية ” فنتك” وعضو مجلس إدارة “ميدل ايست فنتك اسوسيشن”-الشبكة الإقليمية للتكنولوجيا المالية، وقال سعد في حديثه مع مجلة رواد الاعمال العربية على هامشمؤتمر أمازون ويب سيرفيسز (AWS)” إن البحرين تملك بيئة تجريبية حاضنة للتكنولوجيا المالية وقد ساعد هذا على استقطاب كثيراً من رواد الأعمال الذين جاؤوا حتى من سان فرانسيسكو لاختبار منصاتهم فيها إضافة لرواد اعمال محليين واقليميين وأخرين من أوروبا وآسيا، ومؤخراً دخلت شركة امازون وفعاليتها AWS التي تقام للسنة الثانية على التواليفي البحرين والتي أعطت المزيد من التميز للبحرين كوجهة ممتازة لريادة الأعمال.

ويساند قطاع ريادة الاعمال في البحرين وجود منصات تكنولوجية غير مسبوقة، وهناك جهات عدة تلعب دوراً محورياً في مساندة قطاع ريادة الأعمال أولها مجلس التنمية الاقتصادية، وهو لاعب مهم جداً في خلق بيئة مناسبة لريادة الأعمال وقام بجهود مكثفة أكثر في هذا المجال، خاصة بعد هبوط أسعار البترول في المنطقة، حيث أصبح من المهم خلق هذه البيئة المحفزة لاجتذاب رؤوس الأموال وأنشطة الأعمال الجديدة.

توجهنا بالعديد من الأسئلة للسيد خالد سعد حول دور البحرين في تمكين بيئة التكنولوجيا المالية وعالم ريادة الأعمال، وكانت الأسئلة التالية:

مفهوم ريادة الاعمال جديد إلى حد ما، خاصة لجهة التقاليد والتجربة في منطقتنا العربية، ماهي الجهات التي تساهم في دعم ريادة الاعمال في البحرين؟

يعتبر مجلس التنمية الاقتصادية المحرك الأساسي في هذا القطاع سواء من ناحية التشريعات أو خلق هذه البيئة الايكولوجية ولعب دوراً رئيسياً في خلق عدة مشاريع من ضمنها مشروع ستارت اب بحرين وهو المنصة الرئيسية لريادة ورواد الاعمال في البحرين، وأيضاً هو الشريك المؤسس في خليج البحرين للتكنولوجيا المالية.

بالإضافة للمجلس يوجد ايضاً بنك البحرين للتنمية وهو شريك مهم في هذه البيئة كما يوجد ايضاً صندوق العمل “تمكين” وهو يدعم الشركات الناشئة والمتوسطة والكبيرة وبغض النظر عن المالك بحريني أو مستثمر أجنبي، كذلك وزارة التجارة والصناعة والسياحة التي سهلت عمليات تأسيس وتسجيل الشركات في البحرين مما يعمل علي استقطاب مزيداً من رجال الاعمال ولا ننسى الدور الكبير والمهم لمصرف البحرين المركزي الذي خلق البيئة التجريبية المناسبة التي تستقطب رواد الاعمال من كل انحاء العالم.

بيئة داعمة لريادة الأعمال

هل هناك بيئة داعمة لريادة الاعمال – هل هناك برامج وخطط طويلة الاجل؟

في الآونة الأخيرة يوجد في البحرين عدة برامج ساعدت علي تنمية مجال الريادة ففي البداية برنامج ستارت اب بحرين براند، ثم برنامج “رواد” التابع لبنك البحرين للتنمية والمعني بمساعدة رواد الاعمال سواء كانوا من البحرين او من خارجها ولديهم برامج توعية للمستثمرين وبرامج ارشادية لدعم رواد الاعمال وفي نفس الوقت ينظموا البيئة الاستثمارية في البحرين والمنطقة وكيفية إعطاء الفرص لرواد الاعمال حتي يلتقوا بالمستثمرين، وكانت مبادرة من مجلس التنمية الاقتصادية واتبناها بنك البحرين للتنمية وهي خلق صندوق الواحة صندوق الصناديق المعني باستثمار 100 مليون في صناديق فينتشر كابيتال سواء كانت اقليمية او عالمية.

ماهي المبادرات والخدمات التي تقدمها “تمكين” لريادة الاعمال؟

تقوم مبادرة تمكين بدعم الحاضنات والمسرعات وفي هذا المجال قامت بدعم 3 مسرعات هم فلات 6 لابز من مصر وهي معروفة إقليمية، ونست وهي مسرعة اعمال من هونج كونج منطلقة الي التكنولوجيا المالية، وبرينك المتخصصة بانترنت الأشياء، وتدعم تمكين الشركات بدعم أجور موظفيها وشراء معدات وهي مساعدات تقدم للبحرينين وغيرهم كذلك تدعم الشركات ( أي شركة لديها سجل تجاري قائم بالبحرين بغض النظر عن جنسية مالكها) في التسويق والترويج عند المشاركة في فعاليات داخل البحرين او خارجها وعلي مدى العشر سنوات السابقة دعمت تمكين الشركات بمبلغ يقدر بـ 1.4 مليار دينار بحريني وهو مبلغ ضخم، ولديها أيضاً برامج كثيرة وتدعم فعاليات ريادة الاعمال والعام القادم تستقبل البحرين منتدى ريادة الأعمال العالمي وتمكين هي الراعي الرئيسي لهذا المؤتمر.

من أهم المبادرات خليج البحرين للتكنولوجيا المالية.. حدثنا أكثر عنه ولخدمات التي يقدمها.

يعد خليج البحرين للتكنولوجيا المالية ” فنتك”جزء من ميدل ايست فنتك سوسييشن وهي شبكة إقليمية للتكنولوجيا المالية، وهو مبادرة شراكة بين القطاع الخاص والقطاع العام مع مجلس قطاع التنمية أيضاً، وهو منصة مستقلة فريدة من نوعها فيها موقع أساسي يعتبر اكبر مقر لشركة تكنولوجيا مالية في المنطقة ولهذه المنصة بيئة ايكولوجية مبنية فوق المنصة، وبالنسبة للبحرين يوجد توجه استراتيجي قبل عدة اعوام لتطوير البيئة الايكولوجية للتكنولوجيا المالية، وجزء رئيسي من هذه الخطة كان تطوير التشريعات وتنمية القطاع نفسه وبناء علاقات مع دول مختلفة في المنطقة وخارجها، فكانت أفضل طريقة لإنشاء هذه المنصة هوالدعم عن طريق القطاع الحكومي سواء من مجلس التنمية الاقتصادية ومصرف البحرين والحكومة الالكترونية ألخ..، وفي نفس الوقت الحصول على دعم القطاع الخاص متمثل في البنوك وشركات التأمين والتكنولوجيا والشركات العائلية فالمرحلة القادمة هي مرحلة تكاتف وتعاون لتطوير هذه البيئة الايكولوجية.

شركاء وخبرات متكاملة

يقول سعد:” يوجد حاليا أكثر من 50 شريك في خليج البحرين للتكنولوجيا المالية من ضمنهم شركات محلية وإقليمية وعالمية نذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر: مصرف البحرين الإسلامي، مجموعة البركة المصرفية، بنك ثمار، AFS ، السلام، ومجموعة بن هندي البحرينية، بيت التمويل الكويتي، بنك البحرين الوطني، بي بي كيه، بي ام ايه باريباس، ميكروسوفت، زيرو 1 سيمتريك وغيرها من الشركات الكبيرة، وبالطبع بدعم من مصرف البحرين المركزي والداعم الرئيسي مجلس التنمية الاقتصادية”.

ويضيف” بالطبع يوجد عدة برامج في خليج البحرين “فنتك” فهو ليس فقط مقر تستقر فيه الشركات وتختلط فيما بينها برغم تركيزنا على ذلك لخلق ملتقى لرواد الاعمال في مجال التكنولوجيا المالية مع شركات في البحرين او خارجها حتى مع الهيئات الحكومية كالبنك المركزي، فنحن نركز أيضاً على كيفية العمل مع شركاء والعمل على فهم احتياجاتهم ومساعدتهم على مواكبة التطورات ومن ثم النهوض بالبيئة الايكولوجية بالبحرين.

كما اطلقنا مؤخراً تقرير هو اكبر تقرير سنوي في التكنولوجيا المالية بمنطقة الشرق الأوسط وسوف نطلق تقارير أخرى قريباً، كما نعمل علي عدة فعاليات منها فعالية مختصة بالبلوكتشين في 22 من نوفمبر، وتوجد علي اجندتنا للعام القادم مؤتمرات متعلقة بتكنولوجيا التأمين “الانشورتك” والتكنولوجيا الرقابية، ولدينا برنامج مهم ولكننا في بداية المشوار المسمى ببرنامج ” فنتك تالنت ” والهدف من ورائه تأهيل وتدريب عدد من البحرينيين حديثي التخرج في مجال الفنتك بالشراكة مع جامعة جورج سان الامريكية والهدف اطلاقها من البحرين عالميا وخلق فرص عمل لوظائف المستقبل تتعلق بالابتكار والتكنولوجيا المالية وهو هدف وطني وسيتم اطلاقه عما قريب، كما نلعب دوراً رئيسياً لاستقطاب شركات التكنولوجيا المالية من الخارج لتأسس لها مقراً بالبحرين لخدمة سوق البحرين والسوق الإقليمي وفي المستقبل العالم وهذا هو هدفنا الرئيسي”.

تكنولوجيا البلوكتشين فرضت نفسها عالميا، فهل أصبحت ضرورة لدخول المنطقة العربية ؟ وما هي المخاوف التي قد تثيرها؟

أتوقع ان هذه التكنولوجيا ستغير العالم والمشهد في الشركات الحكومية والهيئات المالية والقطاع الخاص، ولكن لازال في هذه الفترة يوجد خلط لدي الجميع بين البلوكتشين والعملات الرقمية “البتكوين” والجدير بالذكر ان العملات الرقمية مبنية علي تكنولوجيا البلوكتشين ولكن من ناحية الشفافية والسرعة والكلفة والأمان فتكنولوجيا البلوكتشين هي الأفضل للمعاملات الحكومية والمالية، فعند تحويل الأموال مثلا من بلد لأخرى فان الطرق التقليدية أكثر تكلفة بينما بالبلوكتشين فهي في نفس اللحظة وتكلفتها اقل من 1٪ من التكلفة، واتوقع بالفترة القادمة دول الخليج ستتبنى تقنية البلوكتشين وبالنسبة لي فأنني متفاءل بان تغير نمط العمل سواء الحكومي او القطاع الخاص أو على المستوي الشخصي وربما نجد هوية الأشخاص علي هذه التقنية ايضاً في المستقبل القريب.

بالطبع يتخوف الناس من تقنية البلوكتشين فهي جديدة فكل تكنولوجيا أضافة لفائدتها لها اثارها الجانبية ولكن وفقاً للدراسات والتطبيقات فالنقاط الايجابية للبلوكتشين أكثر من سلبياتها واتوقع في زمن يتسارع فيه وتيرة التطوير مع ارتفاع التكاليف عموماً عالمياً ستصبح البلوكتشين هي الخيار الأول خلال فترة الخمس سنوات القادمة في المنطقة وخارجها.

دعم لغير البحرينيين

ما هو الدعم الذي تقدموه لغير البحرينيين؟ وعلى أي أساس يتم تقييم الشركات المستحقة للدعم؟

يتمثل الدعم خاصتنا للشركات التي تحتاج في الأساس لإنشاء مقر لها في البحرين، فبإمكانهم اتخاذ خليج البحرين للتكنولوجيا المالية موقع لها ونقدم لهم المساعدة ليكونوا جزء من البيئة الايكولوجية من أول يوم، ونتفهم ما يقدمونه وما يحتاجونه لدخول السوق فنساعدهم لفتح الأبواب وثانيا مع الشراكة مع مجلس التنمية نساعدهم على تأسيس شركاتهم في البحرين وعادة هذا يتم تقديمه بدون أي تكلفة عدا تكلفة تسجيل الشركة بالوزارة، ونوفر لهم منصة للترويج لأنفسهم في البحرين وخارجها وحاليا لدينا ما يقارب 30 شركة في فنتك.

كما سنوفر فرصة للشركات الموجودة ان تتواصل مع منصة عالمية ثانية من خلال المنصة التي نسعى لأنشائها بالولايات المتحدة الامريكية والتي ستفتتح العام القادم، كما لدينا مكتب في سنغافورة لنساعد الشركات للتعرف على أسواق جديدة خارج المنطقة سواء في أسيا او في أمريكا الشمالية وعن طريق شركاءنا في الهيئات الرقابية او الشركات الكبيرة نستطيع مساعدة الشركات للتوسع في أسواق أخرى أيضاً ويوجد احتمال في الاستثمار فيها لمساعدتها على التوسع وربما نقدم دعم مالي أيضاً في المستقبل.

بالنسبة للدعم يتم تقديمه للشركات التي تقدم خدمات في مجال التكنولوجيا المالية وهذه أهم العناصر في معايير اختيارنا للشركة المستحقة للدعم، ثانياً نتعامل مع الشركات التي تغطي كل قطاعات التكنولوجيا البلوكتشين، داتا انليتكس، العملات الرقمية ، تكنولوجيا التأمين، تكنولوجيا الذكاء الصناعي وغيرها، ويوجد برنامج لتسريع الاعمال لدعم شركات معينة لديها تكنولوجيا وعملاء في بلدان أخرى ترغب بالتوسع وتستطيع عمل إضافة بالسوق البحريني وعادة يتم الاختيار بدقة في هذا البرنامج وحاليا نعمل مع شركة إقليمية وأخرى اسيوية في الذكاء الصناعي وكذلك شركة أمريكية، وجميعها شركات موجودة في مكاتب مختلفة بالخارج ونساندها في التوسع بالسوق البحرينية أو الإقليمية دون ان يكون لها مقر بخليج البحرين والدعم يكون على عدة مراحل وكذلك بالترويج لها لوجستياً.

في دول مثل السعودية والامارات هناك جهات وهيئات حكومية وخاصة متخصصة في دعم ريادة الاعمال، كيف تقارن بينها وبين ماهو موجود في البحرين؟ والي أي مدي نجحت البحرين في النهوض بريادة الاعمال؟

السوق الاماراتية والسعودية أكبر من السوق البحريني، وتتميز السوق الاماراتية بكثرة رواد الأعمال واغلبهم يتواجدون في المناطق الحرة لسهولة الدخول الي السوق ولكن رسمياً الشركات لا تعتبر جزءاً من دولة الامارات ولكن مع ذلك يوجد بيئة ايكولوجية قوية وشريحة كبيرة من المستثمرين المولودين في الامارات كما ان الترويج قوي جداً، فهي وجهة استقطاب قوية لرواد الاعمال في المنطقة واستطاعت في أبو ظبي عن طريق ابوظبي جلوبال ماركتس خلق بيئة لاستقطاب رواد التكنولوجيا المالية كذلك مركز دبي المالي كما ان لديهم مسرعات مهمة.

وهي أكثر تطوراً من السعودية بالرغم من كون السوق السعودي هو الأكبر في الشرق الأوسط وهناك ايضاً كثيرا من رواد الاعمال وتسعى المملكة لوضع تشريعات ملائمة لاستقطاب ودعم رواد الاعمال وفي نفس الوقت تساعدها على تحقيق رؤيتها 2030 بالنسة للتحول الاقتصادي،

وتحاول خلق بيئة ايكولوجية ملائمة. اما السوق البحرينية فهي تتميز بكونها على مستوى واحد لا يوجد فيها مناطق حرة ورواد الاعمال يتواجدون فيها كشركة محلية ومعترف بها في الخليج، كما تتميز بأن كل الجهات الداعمة للاعمال تتواجد في مكان واحد، مما يسهل على رائد الاعمال الانخراط في سوق العمل كما ان السوق ملائمة لتجريب أفكار جديدة واختبارها بطريقة أسهل وتكلفة أقل من الامارات، لقد بدآت البحرين مؤخراً في الترويج لنفسها فدائماً نقول البحرين لديها قصة ممتازة ولكنها غير معلنة، وقد نجحت في هذه الفترة في استقطاب مجموعة كبيرة من رواد الاعمال.

Source: Entrepreneur Alarabiya.